U3F1ZWV6ZTI4MjkxODkwNzg3MjQyX0ZyZWUxNzg0ODk3MTEzMjY4Nw==

إذا طهر القلب رق ..بقلم/ابو محمد الهاشمي

الحجم

 


إذا طهر القلب رق فإذا رق راق وإذا راق ذاق وإذا ذاق فاق وإذا فاق اشتاق وإذا اشتاق اجتهد وإذا اجتهد هبت عليه نسائم الجنة فيفرح بالطاعة 

إذا ما طهر القلب عن شواغل ما سوى المعبود انقلب المريد سالكا ربانيا فيكون قلبه قد عمر بالتقوى وزكا بالرياضة وطهر عن خبائث الاخلاق عندها 

ي(رق ) عند أدنى موعظة فينقدح فيه خواطر الخير من خزائن الغيب ومداخل الملكوت فينصرف العقل الى التفكر فيما خطر له ليعرف دقايق الخير فيه ويطلع على أسرار فوايده عندها يكون قد 

( راق ) له طريق الخيرات فينكشف له بنور البصيرة وجهه فيحكم بأنه لا بد من فعله فيستحثه عليه ويدعوه إلى العمل به عندهايكون قد ( ذاق ) ومن ذاق عرف 

من ذاق طعم شراب القوم يدريه

فاذا دراه غدا بالروح يشربه 

فينظر الملك إلى هذا القلب فيجده طيباً في جوهره طاهراً بتقواه مستنيراً بضياء العقل معموراً بأنوار المعرفة فيراه صالحاً لأن يكون له مستقراً ومهبطا عندها يكون

قد ( فاق ) فعند ذلك يمده بجنود لا ترى ويهديه إلى خيرات أخرى حتى ينجر الخير إلى الخير وكذلك على الدوام ولا يتناهى إمداده بالترغيب بالخير وتيسير الأمر عليه وإليه الإشارة بقوله تعالى فأما من أعطى واتقى وصدق بالحسنى فسنيسره لليسرى 

عندها (يشتاق ) الى القرب في كل حين 

وفي مثل هذا القلب يشرق نور المصباح من مكشاة الربوبية حتى لا يخفي فيه الشرك الخفي الذي هو أخفى من دبيب النملة السوداء في الليلة الظلماء فلا يخفى على هذا النور خافية ولا يروج عليه شيء من مكايد الشيطان بل يقف الشيطان ويوحي زخرف القول غروراً فلا يلتفت إليه فيسبب هذا الشوق له ( الاجتهاد ) للارتقاء الى محل القرب من الحضرة بسلوك المقامات وهذا القلب بعد طهارته من المهلكات يصير على القرب معموراً بالمنجيات من الشكر والصبر والخوف والرجاء والفقر والزهد والمحبة والرضا والشوق والتوكل والتفكر والمحاسبة وغير ذلك وهو القلب الذي يقبل الله عز وجل بوجهه عليه وهو القلب المطمئن المراد بقوله تعالى ألا بذكر الله تطمئن القلوب وبقوله عز وجل يا أيتها النفس المطمئنة إرجعي إلى ربك راضية مرضية فادخلي في عبادي وادخلي جنتي

لهبوب نسايم ( الجنة فيفرح بالطاعة ) لما يلوح عليه من لوايح وطوالع الملكوت ويفيض عليه من بوارق الحقايق ما يدهشه عن عالم الملك فيفنى حتى عن نفسه ويصير لله فيكون الله له ويصدق فيه قول العارفين كنا بنا فصرنا به فأصبحنا بلا نحن

تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة